السبت، 9 يوليو 2016

في فيلم أيس كريم في جليم :
نرى البطل والبطلة يأكلان الأيس كريم في شهر ديسمبروفى الإسكندرية ، فالخطاب العلمي حول الأيس كريم يجعله مادة مثلجة تحتاج لدرجة حرارة مرتفعة لكي تسيل ، وتحتاج إلى درجة حرارة منخفضة لكي تجمد .
ولكن المخرج حول الشىء البارد يستمد منه حرارة الجسم وبالتالي يقبلها مثلجة كي يمكنه أن يحدث هذا التوازن بين درجة حرارة الجسم ودرجة الجو الخارجي البارد في ديسمبر  والسلوك الطبيعى الموافق لهذا الخطاب  هو أن يؤكل الأيس كريم في أغسطس (الحر) .
ولكننا نجد البطلين يصران على أكله في ديسمبر  فهما بهذا المسلك يخالفان مسلك متفق عليه ولكن هذا السلوك يحتاج لخطاب يجعل هذا السلوك ممكنا .
خطاب لم تحتوية الخطابات المرفقة لهذا السلوك ، خطاب ينبع من (أنا ) تجد مكانا مختلفا لهذا السلوك الشاذ داخل خريطتها  وهذا الخطاب هو خطاب( الفيلم )  فالبطلان  بل وغيرهم من شخصيات الفيلم لديهم داخل ملتهب بالاحلام ...
يحتاجان لتحويلهما !لي سلوك في الواقع كي تهدأ قليلا درجة اشتعال الداخل ، ولان تحويلهما إلى سلوك خارجي . اقصد صنع عالم يحققان فيه أحلامهما ، عالم يمكن للإنسان أن ينفذ ما يحب ويأكل ما يحتاجه ، ويخرج ويعود وقتما يحب ويعمل ما يحب ،أي باختصار يفعل ما يريد ، فانهما يبحثان للبقاء على الأحلام موجودة ولكن دون تعرض داخلهم للانفجار النفسي ، الذهني السلوكي، فإنهم يربطون هذا الداخل قليلا بالايس كريم .

السلوك الخارجي ربما يتفق وعالم الداخلى .وربما يتخلصان به فقط من جزء من حراره الداخل وهذا الانتقال بين الداخل والخارج  بين خطابات وسلوكيات الأماكن المختلفة (سلوك الفن ، سلوك الواقع الحياتي)  يحقق للذات توازنا مؤقتا وأملا مؤجلا  وللأخريين  أرتباك مؤقت وشك فى أبدية هذه الخطابات وسلوكياتها ، ولكن احتياج الآخر لهذا الإرباك  وهذا الشك هما اللذان يصنعان مع خطاب الأنا وسلوكه  المكان الاخر ، ذلك المكان الذي يمكن أن نعدل فيه الخطابات والسلوكيات قليلا أو كثيرا من مواقعها فى خريطة الذات (الخريطة التاريخية ) وخريطة الآخر ، ثمة طرح آخر للحوار مع الفيلم  قد يكون هذا السلوك تم نقله من لغة أخرى يصبح خطابها بهذا العالم السلوك (المجتمع الغربى ) ولكن تحويله فى فيلم الى جزء دال داخل الفيلم كخطاب فنى  أوجد علاقة بغيره من السلوكيات التى مارستها الشخصيات داخل الفيلم  وأصبحت سلوكيات  تحتوى خطابا  فنيا خاصا يرغب صاحبه فى خلخلة الخطابات والسلوكيات المستقرة في الأماكن المختلفة .

مفردات الحاجة كدال :
 بؤرة ينسج حولها عديد من المدلولات تبعا لمستويات استخدامها  في سباقات مختلفة والتلبية باحتياجات مختلفة باختلاف مواقع مستخدميها الفردية والجماعية  ويمكن على مستوى شديد التجريد ، تجميع المدلولات حول محوريين .
الاول مادى والثانى المعنوى (الفكر الحسى ) مع عدم إهمال نقاط التقاطع الممكنة بين المحوريين .
فأنا بيني وبين فلان حاجة تخصني
 (علاقة وأسرار ) ولى عند علان حاجة أتمنى أنه يلبيها (رغبة )  
وعندي (حاجة ) عايز أقولها ومش عارف
(فكرة محسوسة )
ولكن فى نفس الوقت
أول ما دخلت من البيت حطيت ( الحاجات)
اللى فى أيدي على الأرض (أشياء مادية )
 فالحاجة دال على ماهو معنوى (فكر حس ) ومادى  دال على الشيء والعلاقة
ويمكن أن تقترب مفردة (تفصيلية ) وإن كانت الأخيرة  تميل إلى فضاء تشكله مجموعة المدلولات التي تتمحور حول الجزء  أو الأجزاء المنفصلة عن كل سياق ، بينما الحاجة تشمل الكلى والجزئى  حيث يأتي التميز من صفة لاحقة كأن تقول (حاجة صغيرة ، حاجة سخيفة، حاجة كبيرة) أو من السياق بشكل عام كأن نقول
(فيه شوية حاجات  صغيرة همه في الأصل حاجة واحدة كبيرة ) حاجات من غير شيش .
هل لأنها كان لها فى حياة سابقة شيش  ولم يعد الآن موجودا  ولكن
انتهاء هذه الحياة لم يمنعها من أن تترك اثرها على جسم  صاحب هذه الحاجات (الشخصية/النصية ) وبالتالي تصبح الكتابة هي دفع بهذا الأثر  الذي هو جزء من التاريخ  الشخصى إلي لحظة أخرى مازلت حيه ، وبالتالي تكتسب دورا جديدا  ودلالات جديدة في هذه الحياة الآنية (لحظة الكتابة ) أم أن الحاجات من غير شيش كواقع موجود معترف به من قبل الكاتب كتابة  ومن قبل الشخصية النصية (حياة) وبهذا تصبح الكتابة محاصره لمحاولة حياة  هذه الحاجات فى هذا العالم  الخالى من الشيش ؟
أم أن الحاجات من غير شيش اعتراف بنقص ما يجب تجاوزه صوب حياة لهذه الحاجات ، حياة أخرى مستقبلية  في عالم تسعى لآن يكون له شيش ؟
ثلاثه مستويات  دلاليه لنفس الدالة ؟
إذا الشيش هاجس هذه الحاجات فى الثلاثة احتمالات .
فالحلم بالشيش كاحتياج يحمل ذكرى شيش آخر قديم ، وإن لم يكن له وجود الآن (لحظة الكتابة ) إلا إنه ترك علامات على جسم الشخصية النصية  لكن بين الشيش القديم(الماضى والجديد المستقبل ) تحيا هذه الحاجات فى عالم من غير شيش ، تحاول أن تكشف في لحظه الحاضر
 (النص الحياتى ) امتداد هذا الأثر الماضوى الحي صوب نقطة ارتكاز تجذب منها حلم الشيش  الآخر المستقبلي  كاحتمال ممكن أن ينفصل عن زمنه الخاص ليحل فى زمن نقطة الارتكاز (الحاضر ) وبالتالى محاولة تشكيل عالم (حياة ) له زمنه الخاص ، زمن يشتبك فيه ماضية ومستقبله على أرض حاضره ، لكن نقطة الارتكاز ذاتها  هى عالم من غير شيش لكن أنتهي  ومستقبل لابد (أو من الضروري ) أن يكون له شيش لفض هذا التوتر .
لكن يظل سؤال مضمر وراء هاجس الشيش  هو لماذاهذا الاحتياج الملح لاستعارة الشيش ؟؟
    
فى القضية المثارة بين مجدى الجابرى ومجدى على عبد الهادى وبينى .


 0000000000000000000000000000




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق