شجرة عيد ميلاد بيضاء
إلى مجدى الجابرى
دموع، دموع، وقلب واقف على عتبة الذكرى.
يالها من وحشة، أن تستيقظ من النوم فجراً،
على صوت عاشق يناجيك سراً.
غنيت مع المحبين، وبكيت مع العاشق.
ونسيت أن أنام فى وداعة طفلة مستقرة.
كم من الذنوب غفرت اليوم ياالله؟
وكم من ذنوب تركت للأستغفار بألسنة مستغفرة،
وقلوب وجلة.
أنا الوحيدة الواقفة، أتأمل صعود وهبوط
الملائكة المرتلين فى ساة التجلى العظيم.
عشت أمنح أوسمة للمحبين، ونسيت أن أشفى قلبى
من عثراته المتكررة.
رأيتكِ تبدين أمتعاضاً ياطفلتى كلما سألت
عنكِ الطفلة التى بداخلى.
أحاياً أكون غنية فى حبك.
ولماذا كثيراً يشح اللقاء؟
جرح وراء جرح.
وقلوب صدأت من كثرة المعاتبة.
قالوا: الحب مات.
قلت: ولماذا إذاً تنبض قلوب المحبين فى ساعة
رجفة الأشتياق والعناق.
فى القلب جرح، أصر أن ينزف طويلاً.
وأنا كل يوم أضمد جروح المحبين.
يقول الناس أنكَ هجرت ودى.
وأنا أصر على البقاء خارج التغطية.
دائماً تحدثنى البنت التى ركضت خلف السحب، أن
هناك قمراً مختبئاً خلف الغيوم، فصدقتها.
وركضت مثلما ركضت، ولكننى وجدت المشوار
طويلاً، وصحتى بدأت لاتقدر على الهرولة.
أنا الديسمبرية التى تكره البرد، وتحب
الزمهرير.
إلى الذى آمن أن (للبحر ضفة واحدة) أوحشتنى.
البنت التى أقتربت على الستين، ترسل للبنت
الجالسة فى الشرفة المقابلة، رعشة برد مفاجأة حتى تفيق من عزلتها.
ذات شتاء.
سيلقى الدفء عبائته على صدرى، وأشعر بحنين
جارف إلى حضن دافىء وحار فى شهر أغسطس.
كانت تتمنى أن يحضر لها الورود فى العام
الجديد، ويقول لها (كل عام وأنتِحبيبتى) ولكن هذا العام سوف يختلف كثيراً، لأنها
ربما تكون مشغولة فى لقاء مع الرئيس، أو فى تدريب للموهوبين من الأطفال، أو ربما
تكون فى فى أدغال أفريقيا، تبحث عن رجل حكاء عجوز يشبه العماليق أو الأقزام فى
الحكايات القديمة، أو ربما تكون خائفة من شبح رجل ملثم يطاردها كى يقتل ويدمر
ويحرق البراءة، لهذا فهى تشكل خطراً وجودياً على وجوده بحكاياتها المسلية للأطفال
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق