عاده
فاضل شارع ، تقريبًا قد اللى احنا ماشيين فيه ده ، وبعدين نحوَّد يمين ،
تالت مبنى عَ الشمال تحتيه محل التأجير .
هَنْخُش من غير ما نستأذن حد ، وعند الاقفاص الحديد الكبيره هنقف ،
نلِف حواليها نتفرج واحنا بنظبط خططنا ، وف النهايه المَلاك اللى هيعجبنا
نفتح له الباب ونحُط فى رقبته السلسله ، واحنا خارجين هنسيب بطاقة واحد منَّنا
والخمسه جنيه إيجار اليوم ، وهنخرج جارِّين عبْء يوم فِ صحبة ملاك ، هناكلِّه إيه
؟
وننيِّمه فين ؟ بحيث ما يقلقناش وفِ نفس الوقت نحافظ له على مكانته
التاريخيه ، بس لازم نِمد شويَّه وإلاَّ نبقى ضيَّعنا اليوم عَ الفاضى ، وهنضطر
نعدَّل خططنا بحيث ما نسمحش لكل من هَبْ ودَبْ يتدخل بينَّا ، وما دمنا استحملنا
كل الوقت ده فخلاص ما جتش على يوم كمان واهو بالمَرَّه نكشف ورقنا لبعض اكتر ، إيه
يعنى اتنين وتلاتين سنه بننام فِ مكان واحد وبنخرج وبندخل من نفس الباب
صحيح ساعات كنت أنتَ بتشرب شاى وانا باحلق دقنى ، أو أنا باقرا ومستمتع وأنتَ
نايم عشان تقدر بكره تروح الشغل ، وصحيح فجأه شُفنا نفسنا بنلبِّس بعض هدوم بعض
ونضحك ونعيط ، مش كده بس ، ده فيها حاجات تانيه مش فاهمها ، وسألتك عنها ماردِّيتش
، وادينى باسألك تانى ، تقدر تخمِّن .. تتصور ، تحكى ، تهلفط ، بس بلاش تكشيرة
الأنبيا العجزه دى ، فُكَّها بقى آدى احنا قربنا ، بس أن جيت للجَد
أنا زهقت من صُحبة واحد محتاج
لملاك ايجار ، وعشان كده توَّهتك .. ولإنك مازلت مصدق ان فيه فعلاً محل لتأجير
الملايكه ، فانا مضطر اجاريك ، واحدِّد معاك معاد تانى عشان نروح له بَدْرى .
وانت بتهّيأ نفسك
بتحاول تمسك صوت طقطقة عضمك ، اللى
خلاص بعد وابتدا يدخل فِ هُلام الاربعه
وعشرين ساعه اللى عدُّو عليك وانت بتفكَّر
فِ الحاجات اللى كنت مخطط تعملها وما عملتهاش ،
فتلف دماغك وتتوه ،
تدخل شارع تانى وبيت تانى وقدام باب شقَّه
- مَا
يشبهش لباب شقتك -تقف وتطلَّع المفتاح
وأنتَ بتهيَّأ نفسك .. لحمام
دافى
وكوبَّاية شاى وسيجاره
وكتاب عن سيرة حياة حَدْ يهمك
وتسطيحه
وفجأه
يتفتح الباب ويتقفل ورا واحده - يتهيَّأ لك
انك
تعرفها -بتحاول تِعدل طرحتها ، تبُص لك ، فتنزل
وراها وفِ السكه تنساها بكيس
البوزو وكوباية
الزبادى لبنتك والعيش اللى
هتشتريه وبصدر
مراتك اللى زمانه استوى م الحَرّ
فحرَّر أفكارها
عن الحب والفن والشُغل وضيَّق حَوَالين
مَّنك
عين الصرَّاف ووسع خُرم حياتك
ومدِّد
صمتك ، فلعنت سنسفيل جِدْ
الفقرا والأغنيا وبتاع العيش
والصرَّاف والشُّعرا بتوع المدى
والورده ، وطلَّعت السيجاره اللى
فاضله فِ العلبه ولَّعتها وشُطت
العلبه وحوِّدت على أول كابينه
تليفون طلبت نمره والتانيه ردَّتْ
فقفلت السماعه على صوت
واحد صاحبك قلت له نكته بذيئه
وسبته بيضحك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق