الاثنين، 19 يناير 2015

عيل بيصطاد الحواديت



قاعد تحت العلم ، والمدرسه فاضيه ، وقالع الجزمه ، راكنها جنب الشنطه ، وسارح بعينيَّا مع سرب حمام ابيض ، وف بُقى لُقمه من سندوتش طعميه بانضغها على مهلى ، وفجأه نزلت الحمامه اللى ف أول السرب ، ووقفت قدامى وقالت لى : قوم .. أبوك مات ، فضحكْتْ وقفزت م الحلم لقيت امى ع الكنبه بتعيط ، قلت لها : يَّمه .. هوه صحيح ابويا مات ؟
اتنطرت من مطرحها ولبست جلابيتها وخطفت طرحتها وطارت عَ المستشفى وانا وراها حافى ومعمَّص ، بصيت فوق منِّى لقيت سرب الحمام الأبيض ماشى فوقينا وسابقنا قلت لامى ، وانا بجرى ورها : عارفه آهى الحمامه الأولانيه دى هيَّه اللِّى قالت لى . جرِّتنى ف إيدها من غير ماترد علىَّ ولا حتى تبص فوقيها ، فمشيت وانا باتكعبل وبايدى التانيه بافُرك ف عينيَّا وابص على سرب الحمام وابص على امى وخايف لاتشيلنى عشان مااعطَّلْهاش بمَشيَةْ عيِّل فِ سنه رابعه ابتدائى ، خايف لايكون الموت ده حاجه وحِشْه بتخاف منها امهُّ ويخلِّيها تعيِّط وبيعرفها بس الحمام لبيض اللى كل يوم بيشوفه لما بينام وحده بعد ما يتوضا ويصلِّى العشا ويعمل واجب المدرسه وواجب الكتَّاب ، ولما الصبح مارُحتش المدرسه ، والبيت اتملا بالناس ، رجاله وستات وصوات وعياط وشق هدوم وكلونيا خمس خمسات وقماش ابيض وصابون ولحاف اخضر وبخور ، مابقيتش انام بعد صلاة العشا وعمايل الواجب بقيت اسهر اذاكر .. اذاكر لحد مااسمع آدان الفجر اقوم اصلى ف الجامع وادعى ف سرى انى ما اشوفش سرب الحمام لبيض تانى وانا نايم وحدى ، ومن يومها مابقيتش ابص فوقيا وانا ماشى ، ولحد دلوقتى مش عارف لا احب الحمام ولا اللون الابيض ولا النوم وحدى ولا النوم بَدرى .

                     ***



بعد ما هتموت
هيتلم اللبن المكبوب عَ الأرض فِ الحلَهَّ الألامونيا ويتحط على راس الست اللى عدِّت فجأه قدام العجله اللى راكبها – لأول مره – عيل كان لسه بيجرب التزويغ مِ المدرسه ف الفُسحه .
..،
وهتنطفى الصينيه الفَضَّه بالست كوبيات الفضه اللى لمعت فجأه على وش الميه جنب الجميزه اللى تحتيها مقام سيدك المقداد .
..،
وهتفضل أبله "ساميه" تسأل عن معنى "الشَّص" ومعنى "حبور" وف يمينها القلم الرصاص الملون أبو استيكه وف شمالها "قصة" السلحف الشجاع ، اللى حكيتها امبارح قبل المرواح .
..،
وف طابور تحية العلم هيبقى فيه واد طويل ف الصف الأولانى واقف مكسوف والصف الرابع ناقص واحد .
وعقبال أستاذ الألعاب مايعدِّل ترتيب الصفوف ، أكون انا فكَّرت ف حيله اهرب بيها  م الضحكه اللِّى مصِرَّه تخرجنى من وقارى وانا باكتب عن موتك .

                  ***


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق