الجمعة، 1 مايو 2015

ثرثرنا كثيرا - ديوان فصحى



أحمل جثة فوق كتفى .
أين أزرع هذه الرائحة ؟
ليس للعشب ذنب فى اخضراره
وليست للضفادع عادة العزف على رئتي .

ما هذا الذي يفعله الملتفون حول خصرى ؟
ربما أعضاء بشرية تلك التى تزهر فى زمن الميثان !
ماهذا الذى يقوم ؟
ما نوع هذه الأزهار  ؟ وما اسمها العلمي ؟
إنني لم أصادف نهرا يؤلم ضفتيه  ..كما تفعل أنت الآن ..
بدس رأسك في قفصي الصدري .
...
القلب هو ماتريد ؟
نعم
سحقته ونثرته على الجثة .. كي تتحمل وحدها عبء الموت
وحبيبتى فية بالطبع
فى البدء ، أبدت تذمرا ، ثم عرفت ما يعنيه غاز الميثان ..حين  ينفرد بالغناء .

ربما الآن لم يكمل تحليل الموت الى عناصرة الأولية !!
وربما يتعدى  قطاع طولى من خصرى ، فتسقط أجزاء من اللحم
المتحلل ، وتفوح رائحة العرى ، محتمل أن تزكم أنوف الضفادع ، فتكف عن العزف ، أو تجد لها طريقة أخرى .. حيث هذه
الطريقة التي يبدو أنها لا تجيدها .. تؤلمنى جدا .
لكنى استحلفك ..أن تدفس رأسك لعمق أو تسحبها ..
فمن حقى أن أرى ما صنعته فى قفصى الصدرى.
كم تقاسى فى موقفك هذا !!
وكم يؤلمنى كونك تقاسى بسببى؟!
فى العاشرة من عمرى
كنت لا أحمل من علامات الموت ، إلا عشق أمي
والأقربين لي .
وفى العشرين ..
لم أحلم بالتنزه على شط هادىء متأبطة ذراعي فتاة جميلة
ترشق فى شعرها وردة حمراء ، بل حلمت باختراقي زرقة
السماوات والبحر ، ووقوفي على القوس الذى تتلاشى عنده
المسافة بين صدرى والابجدية.
وفى العشرين أيضا ..
أستيقظ جدي من النوم ، أستمر ثمانين عاما أو يزيد
أه يا لغة تقتل الميتين .
كم وددت لو خنتك ..وأحييت جثة مازالت..
أحملها فوق كتفى .
هل تشبهنى هذة الجثة ؟
لا
انها ليست جثتى ، فأنا مازلت أحيا ..ومن لم يصدق ، فليقرأ
ما كتبته من أوله ..مرة أخرى .. وإن لم يكن لديه رغبة في
ذلك .. فليقل ما بدا له ، لكنه لن يستطيع أن يثبت وجه الشبه بين الجثة التي أحملها فوق كتفى ..
... وبينى .
أه
كم هو مرعب أن تجهلني..وانا أمارس الحياة ..
..مرتين .



                                    ***********











ماذا تفعل هذه الرياح.. في حديقتنا المهملة ؟

لا تقلمى أظفارك أيتها الريح ..
بل أنشبيها برقة في هذا الأخضر النافر
على الطاولة التي ناقشنا عليها أسباب الحياة ..
تمسح عنها الآن – بخبث – وسخها ..
وتستقبلنا في مرة قادمة .. بوجه أقل بهجة  مما اعتادت
عليه .
المكان مزدحم بأنفاس باهتة
وهذه إصبع .. تخرج سوداء ..من بياض الروح
تلوح بسلسلة ذهبية فى وجهى ..
 ربما قالت عنها الأساطير :
إن الكون معلق بها ..
وباستطاعة الريح أن تدحرجه صوب
الأخضر النافر .
"ليس الليل طيبا كما ينبغى "
قالت لى الريح..
وأضافت :
"ماذا تفعل بمفتاحك الجميل ..لو حملت حديقتك ، وخبأتها في دمعة طائر ..يطلقها الآن على أمه ..
التى ما أحس بأنه يحبها يوما .. ولكنها الآن تقتحم
أوراقه البيضاء ..
متهدلة الروح"

قلت :
وما يذكرك الآن بحكاية الفأر الذى خدش
 حياء القطة المتمردة .. بالقفز عاليا  على رجليه
الخلفيتين..
وفاتحا ساقيه بمكر  لا يحسد عليه ؟
لا
أرجوك
لا تقشري هذه الثمرة الناضجة.
كونى رحيمة بها ..
فا ربما تحمل في عصيرها ..سر حديقتى المهملة.
"هل تعبت أيتها الثمرة /  الحديقة ؟
هل تعبت أيتها الريح  /  النيئة ؟"

يحمل الليل الأبيض ..عباءته.. على عظام كتفيه..
..الناتئة...
هل تؤلمه الأرض ؟
هل موسوم بالتمزق بين لحيته المحترقة..
ودخان أبيض على جبل أبيض ؟؟
أعرف أنه أمى
لا يقرأ في كتاب الغيم
ولا يتمسك بتقاليد الأسرة الطيبة.
صف يوما أعضاؤه..ليختار منها ما يناسب ..كي يوضحه
للعارفين بلغة الأرض .
لم يجد سوى قافلة بيضاء ، تلوح علي مدى أبيض ،
يقودها طفل "أبيض"
ولما لم يعرف ..أين تتجه القافلة ؟ وماذا تحمل ؟
تتعجب من جهل الأسرة الطيبة
ومن فراسة لحيته
التى طالت من المقدمة النثرية لكتاب
الغيم ..مبتسمة فى تخابث ..ثم رمت
عباءة على عظام كتفيه الناتئة..فحملها ..
وهو الآن ..أوكلنا..
كي أسال..
هل تؤلمه الأرض؟؟
... أن تتبعثر في جملة بلا ظل ...
... أن يستريح مؤقتا فى قلق اللغة...
...أن تسمح لعينيها بأن تحبك كقاتل صغير ...
...أن يعوزك الضباب وتحن لشىء غامض ...
... أن تمنح ولا تنكر أن قلبك مثقل بالعفو على قتيل
رآك وأنت تقتله...
... أن تفرش الملكوت المدمى بصوت عار تماما ...
... أن تغنى كما يحلو للطير الغرير , ولا كما يحلو للموجة
القاتلة...
... أن تحرث النوافذ كي تزرع الرؤى المحتدمة ...
... أن تفتح العتمة وتلقى بطيرك العادي من عل...
... أن تساعد هذة الصخرة المسنونة على النوم تحت
زلعة الطحالب ، ولو قليلا ...
... ان تفترس جسد الكتابة الرخوة وتقعى ككلب حارس...
... ان تكب ما تبقى فى العين من ضؤ على العرايا والفراشات المراهقة...
... ان لا تحزن مطلقا ...
... ان تفعل كل هذا ، أو لا تفعل ، فانت فى حضرة الموت الذى لا يتكرر...
لربما، اصنع الان مائده للحصى ، وامرغ وجه السما فى دم الورد،
قتلت ؟!
عائر ، والحجر لايسقط عمودا على بركة الضؤ، تستنفر
بسبابتك شيئا غامضا.
بدائى هو الغضب من الورد ،
بدائى هو اللحن الراقص ..فى حضرة الحجر،
بدائى هو القتل العادى والمفارق
بدائية هى لغة الالوان
غفل هو الانف والذائقة ،
وانت محض الاجتماع
...
لربما الأن أكواب الدم ، واستبدلها بفخاريات الثلج .
لا يهمنى جوع الحصى، ولا بياض الزجاج.
...
يهمنى الان وجه الحجر.

إلى أين ؟
والرماد فى فضاء صوتى ..يتناثر
اكسروا غلاف الونت السوداء
فلربما .. يمتحن البحر الأن .. ألوانه
...
شط يغزوه شط
وشطان يتداخلان فى رأسى.
الزبد يتناثر
غطوا رؤسكم وما رسوا عادتكم المبتذلة.
ليست عباءتى من القداسة .. حتى تدفنوا فيها موتاكم .
هل أنا سقف حلمك ..أيتها الالهة الجيرية؟
لن امنحكم موجة واحدة تموتون عليها ..
اصنعوا حرابا أخرى ..كى تصطادون موجى .
افراسى ليست للصهيل
ووترى مبتل باللهب .
...
هل جننتم حتى تقبلوا زوجاتكم فى حضرتى ؟
وماذا إذن تفعلون بين الموت والبكاء ؟
أنتم أيها العائدون من محنتى ملوثيين بالشجر والصهيل
خلف أعينكم ترقد زوجاتكم حبالى
وتحت أصابعى تفترشون رملا مبللا بالموت!!
إذن.
فلا أشذب كل الصخور التى اهترأ أرثها
ولن أرحمهن من يستفيق .

..
قلت لكم اشربوا حتى الظمأ
فخفتم من تشابك الألوان
فلتنزلن عليكم رحمتى المدببه
وسوف لا يفر أحدا بعد الأن .
كلكم –دون اسثناء – يؤكد العابرة
تصرون على موقفكم  المفلطح هذا؟؟
فلتنحتوا إذن  وجوها متعدده لى
كى لا احطمنكم  دفعة واحدة.
..
نعم ..!!
وجهة؟
وفيم اشتباككم بتفاصيل أمواجى المتعاقبة ؟
...
ابحرتم وعدتم . واحسستم بموقفكم هذا الذى حاصرتكم
فيه ولهذا تجيشون كل هذه الجيوش لحربى ؟؟
هف
يتناثروا ..
تطايروا
حوموا حول سرتى ..
يأيها الجيوش المتألفة قلوبهم ..أنتم شظايا ..
هل تعرفون؟

هل رأيتم أنفسكم فى مرآتى الناريه ؟
ماذا تفعلون أيها البلهاء ؟
أننى أخر الشاهدين.
..
ستندمون
لا..
هذا ليس وترى
ولا تلفقون لى تهما جزافيا.
..
فليكن ..
ولكن ستندمون
يوم لا ينفع أبيض ولا أحمر ...
إلا..

لكاننى فى الماء /
أعلنت تاريخا عقيما للدخان
وتاريخا عقيما للهواء
ومائده للتراب الاخضر المنسى /
مددت
..
يصف الوهج الشحيح  : جثة
وراءجثة
وراء جثة
والذاكرة قبر
تلجمنى رائحة القادمين من الآن
وحتى ..
دم يصهل فى الزجاج المغبش
يفرك كفيه في رجل  التراب
الاخضر
المنسى
وينام
تحت قبة الدخان
هل يتنفس ؟؟
وهل الماء ثورة الحافر الخجول؟
الحافر /يحفر  حفرة فى الماء
يخدش الدخان خدشا طريا
يهوى الهواء من هوة الملكوت .. هاربا
فتفتح سرة التراب الاخضر .. لشىء ما غير ...
...
الافق / صحن فخارى مقلوب
ترفرف جثث الفراشات
فى الهواء الترابى.
هل يعجن هذا الطفل جسده المترهل
بانصهار السموات ؟
..
هم ليسوا لديه
وهو ليس ماء يغلى ويبرد
ولاشىء
غير الندم
والدم الطرى
لكأنه أنا
وجه فى الماء الأسود
والتراب لا يفرش فوهة المساء

ماذا لو المساء ..لم يجىء من يديه؟
وماذا لو السماء.. لم ترج الإله؟
الأسود أول الميلاد
والموت ندى .. يفرق الحافر ..بالهواء
والتراب ... دم
يموت .
تخرج جثث الفراشات من موتها
 وتتجه لقبر آخر .
الذاكره بحر
والقبر شيىء آخر
غير ...هل أنا لست طيعا بما فيه الكفاية؟
طيع !
لماذا ؟
دم على طريق الروح
والارض تحت إصابعى مفروشة بالريح والورق
المتساقط من لبابة الجحيم.
..
قلت لكم مرارا :
حرروا أنفسكم
بتقيدى فى عمود النار
أو
أنصرفوا عن فوهتى :
رأسا دائم الاستدارة
فقلبا محشورا بالقش والبرق
ف..
ف..
هل يظلون هكذا ؟
..
أحسنوا (قلت أيضا ) وضع القفل على فخذى
وبينهما  أفترشوا بتاريخكم العام .. جنتى البيضاء
..
لا أتحاد إلا بمن يخطفه برق التوجس من ذاته المثلى
نعم..
هكذا أعلنت قبل البدء فى الدخول .
...
كان إلهان حديثان فى الوهيتهما يتصارعان فى جيبى
على قشر الروح والفكه المعدنية  ونثار أزمنة
برقت وتلاشت .
وكانت (هى) فى زمن ما – أظنه كان يكرهنى على النوم
متلبسا بفكرة جاهزة  عن الموت النهائى والمصير المحتوم –
اقول ..كانت (هى) وقتها محض كرة نارية تتدحرج
من الجحيم الارضى  صوب سمائى المرشوشة بالملائكة الخزفية
وقنابل الإيدلوجيات الموقوتة والنبيذ الردىء ، وكنت
لا اشمها الا تصيبنى فوضى الأقواس المفتوحة
إلى مالا نهاية الفارغة
...
بيننا لم يكن سوى ظل القاهرة الفقيرة فقرا بدائيا يتشعب
من بيوت خاليه من الحريق .. ويدخل مدببا اجسادا تتقافز
فوق لهب الثلج المختمر.
تتقافز والمحنى أو احسبنى أو اتخيل أننى
أو أرنى وانا محض حجر وحياتى محض سماء زجاجيه
وفوهة الجحيم في جسدى تتفتح..
هل أصوب
على قلبى هذا الذى يلوح فى دائرة الروح ..ويختفى ..
تدريجيا ..
تاركا دما على الطريق الابيض
ومنطفئا ..؟؟
هل ؟؟
أحذرك .
قد تضعف أما م وجهة الملىء بأثار رعب قديم ..؟ يومض
ويختفى شبح الارملة الشابة ..ناهزت الالفين عشيقا
وزوجا واحدا .
قديما جدا قدم الرقص الجنائزى الذى كنا نرتعب نشوة
منتذوقه ..كان هذا البحر ..وكانت قلعة ليست
للسجن ولاللفرح المفاجىء
هيأت أطفالى المخبئين بقسوة نصاحة بالارتحال ...
صوب ماذا ؟
ومن يقبل الآن وجه أمة الخئون ؟
..
فى معبد من الحرير والجبس ..كنا تلاقينا ..
ليته كان كما عهدناه صامتا وجريئا .
بل هو الآن على عتبه بين الرب والرجرجة.
الحرف يثقل علية ولا ميزان إلا واختلت كفتاه عندما
برق ..من بين أكوام العظام  وبقايا علب السجائر والملح
الذائب في شاربه الناعم

..
أحذرك قد تضعف امام..
...
بنت وولد .
لم يكبروا بعد .
أعلم أنهما على مشارف صمتهما ....

الولد / : ليس دائما على وفاق مع مدرسته
البنت / :ليست تداعب نهد المدرسة التى تدمن نطق
الحروف الأجنبية بلكنة بدوية.
المدرسة / : شعرها مقصوص الإ جرسون .
الولد / : "حب أن يعرى بقع الحبر الأحمر على ملابسه.
البنت/ : تفزع من حلم يراودها .
لم تحكى عنه.
ولم تحكى للولد
ولا المدرسة.

لكننى خمنت أن بين الولد والبنت علاقة ليست مدرسية
يعجبنى دائما حدسى .
ولكن ..
لماذا تؤلمنى أصابع الولد وهى تعبث فى كهف ذاكرتى ؟
ترى عما يبحث ؟
الطباشير على أصابعه .. مساحات من الفوضى
وعلى مرياته البيج عصافير لا تطير ..
....
أعلم أنة يخبىء في حقيبته صورة للبنت وهى تضحك
من شىء
ويحب دائما أن يحتفظ في حقيبته أيضا بعصا المدرسة .
...
هل تذكره ...وهو فى طابور صباح يوم السبت الأول من العام الدراسى الرابع ؟
هل يمكنك استعادة نظرته تجاه البنت التى كانت
قد بدأت تشوب خدودها حمره..إذا خاطبها الولد
أومس يدها بيده ؟
فقط تذكر يوم أحتك جسمه بجسمها مصادفة .. وكان
ذلك يوم إمتحان الرسم.
كلاهما خرج من الامتحان .. ولم يرسم شيئا يستحق الذكر
(هكذا قالا )
فقط رسما دوائر حمراء وعصافير لاتطير
ونحلة محنية القامة وعصا المدرسة .
...
وربما أن البنت قد رسمت جملا وحصانا
ولكنها لم تقل للولد ذلك . وأيضا لم تقل لى .
لكننى عرفت
فقط من أنفراجة شفتيها عندما قبلها
الولد يوم زفافها ..
ومازلا
صغيران
أعلم انهما .. لم يكبروا بعد
هما فقط
ولد وبنت
على مشارف صمتهما .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق