الجمعة، 1 مايو 2015

ثرثرنا كثيرا - ديوان فصحى



لماذا تصر أيها العجوز ..على ركلى بقدمين يائسين ؟؟
أحملك فوق ظهرى ، وأعطيك أسماء عدة .. وتصاريح سفر
لبلاد وأزمنة لا تعرف عنها إلا ما أخطه فوق صفحتى قلبك ..
وأمنحك القدرة على الصمت .

في يوم ما أظنة لم يأتى بعد – حلمت بنبات لا اسم له ..
يورق على جسمك ويزهر حمامات من الدم الأزرق الصافي ، تطير إذا حط عاشق لصدر عاشقته ...ولا تحط .
أذكر أن نارا أوقدتها وغمستك فيها ، وكنت ما تزال
تبكى ضعفك وسيولة أعضائك ، ولما رأتك جماعة من الغجر
المسالمين.. تحلقوا حولك وراحو يدقون طبولا عالية ، وكلما ازدادت حرارتك (أو هكذا ظنوا) داخلهم ..ازداد صوت الطبول والقلوب ارتفاعا ، وزادت أرجلهم وأجسادهم قوة ،
ولما ضاقت عليهم ملابسهم .. حتى تعروا تماما ، وأعطوك بعريهم هذا ..
قناعا وأيقونات ورهبة واعطونى ظهورا وأقفية.
-        "!ن مالا يصلب .. لا يموت
ومن لا يموت ..يحيا في المسافة القلقة ..
وربما يستمتع شبقا ..بالنوم فوق الجمر الناعم "
ألهذا تصر  أيها العجوز على ركلى بقدمين يائسين ؟؟

أيها العجوز
هل تساوى بين العدم و..
العدم أيضا ؟
أنظر جيدا لما تحملة بين جناحيك ..
ليست هى الأرض ، وليس هذا الكهف المظلم  سوى جرح أخذ أشكالا
وأسماء متعددة تتغير بتغير الزمان والمكان
وما الزمان ؟ والمكان ؟ أليس ..
بدأت تثرثر
اسمع
ساحكى لك حكاية
بل أنا أحكى
- لا يهم من..
فالفحم وأنت والموت ..ولا شيء
لا
ليس خلف كرمشات جلدك ..بقعة زرقاء .




                                    *****


























بين الناعم والصافى ..
تسقط ذاكرة أخرى ، يضيء
السائر في وحدته ، حين
يفجؤه النغم الأزرق ..
يخلع عنة عباءة مزدانة بثمار نيئة وبأرض تفجرت قحطا بين
ذراعيه الرخوتين ، ويخرج ملتهب العينين ، ويتهجى أسماؤه..
كما لوكان يغنى على أنغام الموسيقى الصفراء ، ويصفق للجثث
الراقصة..
ثمة فتحة /
ليست جرحا
وليست أنثى ، كي ينزف
كل هذه النجوم ..
لطفولة طعم قابض حين لا تستعاد إلا بالموت ..
نعم ..
يحب الرقص عاريا
لأنة يرى الموت عاريا ، ويرى
حياته  مخبوءة بين ظلين فى ذاكرة إله
-        خان ضعفه  -
                     و
                     ا
                          نــ
                         ســ
                         كـــ
                         ب .




                         *****




ربما لمعرفة أحدنا بالآخر وجه أخر (ولا أقول وجوه كثيرة كي لا ..)
شىء ما،أعرفه جيدا( أو كنت أظن حتى هذه اللحظة..أنني أعرفه جيدا ) كان هذا الشيء يصهر ويعجن ويتكور وأنا أراقبه مندهشا وأتابعه في تحولاته ..حتى أصبح
بصقة كبيرة خرجت من فم ضيق لآله مهشم الأسنان ، ثم
أخذت تندفع نحوى وتكبر .. تندفع بقوة
(كنت
أعتقد حتى هذه اللحظة أنه لا شيء في هذا الكون يمكنه الدفع بهذه القوة )
فاجأني وأنا أعد مناخي لاستقبال ملايين الكائنات الخفيفة ذكورا وإناثا على جبلي المشتعل زهورا وافراحا صغيرة ..
حمراء وبيضاء وزرقاء ..مبعثرة فى خلايا الجبل .
.. لم أهتز ..
فقط تعرت  زهرة ،  ورأيت ما لم يكن من الرأفة بالزهرة
أن أراه......
....
...
ولا من الرأفة
بي .



                                ****


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق